بدأ الدكتور مشالي حياته العملية طبيبًا في مستشفى الحميات، وتدرج في المناصب حتى أصبح مديرًا للمستشفى، افتتح عيادته الخاصة للأمراض الباطنية والحميات والأطفال في 14 سبتمبر 1975، أي بعد تخرجه بـ8 سنوات | كان الكشف الطبي في بداية افتتاح العيادة بـ 5 قروش، وبمرور الوقت أصبح ما بين 5 إلى 10 جنيهات مصرية، وفي كثير من الأحيان يقبل مرضاه مجانًا، تجاوز عمره الثمانين عامًا، لكنه مصر على استكمال مشوار الطبي في خدمة الفقراء والمحتاجين، حيث يفتتح عيادته من العاشرة صباحًا وحتى التاسعة مساءً، ليقدم خدماته الطبية للمحتاجين |
---|---|
ـار طفلٍ يعاني من مرض السكري حـ | وأضاف: «بعد حصول الدكتور مجاهد على بكالوريوس الطب تخصص الجراحة العامة والمسالك البولية في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، بدأ مشواره في المشاركة المجتمعية وصنع الأعمال الخيرية بافتتاح عيادة خاصة بأجر رمزي 2 جنيه، والكشف على الفقراء بالمجان ومن بينهم أهل قريته وبمرور السنوات رفع قيمة الكشف إلى 10 جنيهات بعد مطالبة لجنة من الوزارة والنقابة له بضرورة زيادة الكشف لتعدد شكاوي الأطباء ضده وحقدهم عليه، إذ يستقبل المرضى المترددين على عيادته من قريته ومركزي سمسطا والفشن، ويفحصهم ويمنحهم العلاج من صيدلية ابنته ويجري لهم العمليات الجراحية بالمجان» |
ومن ناحية أخرى فقد تم حرمان شعب مصر من خدمات صحية جيدة ورخيصة، وشبه مجانية، كانت تقدم من خلال أكثر من 1055 جمعية خيرية طبية إسلامية تمت مصادرتها فب شهر كانون الأول ديسمبر 2013 بدعوى مكافحة الإرهاب، وبعدها حدث انسداد مجتمعي أغلق الباب أمام تكوين أية جمعيات خيرية طبية جديدة خاصة بعد صدور قانون الجمعيات الأهلية في أيار مايو 2017 والذي وضع قيودا تعجيزية كحائط سد يعيق العمل الخيري وما يشمله من تقديم خدمات صحية بجودة عالية للفقراء أو "الغلابة" بالمفهوم الفولكلوري المصري.
وكان الشعب المصري قد انتفض عن بكرة أبيه يوم الثلاثاء 28 تموز يوليو 2020، باكيا وفاة الطبيب محمد مشالي رحمه الله، والمعروف باسم "طبيب الغلابة"، والذي كان رمزا للعطاء الطبي لخدمة المرضى على مدى عدة عقود بأجر رمزي أو بالمجان | ويقول الطبيب الراحل إنه منذ تلك الواقعة قرر أن يهب نفسه لخدمة الفقراء وعلاجهم، مضيفا أنه من أسرة فقيرة ومتواضعة، ونظرا لما عاناه وأشقاؤه فهذا ما جعله يشعر بمعاناة الفقراء |
---|---|
مشالي بسهولة، فاضطر أن يقابله على أنه مريض لم يملك سوى 5 جنيهات للكشف، فقبلها طبيب الغلابة عن طيب خاطر، وكانت فرصة لتبادل الحديث بينهما | وفي لقاء مع الإعلامي الكبير محمود سعد، تحدث الدكتور مشالي عن أن رغبته الحقيقية، كانت دراسة القانون؛ خاصةً وأنه عاشق للقراءة، لكنه لم يستطع أن يحقق حلمه لأن والده لم يقبل إلا أن يدرس الطب لتحقيق حلمه القديم لنفسه |
حقنة إنسولين في إحدى مقابلاته مع وسائل إعلام مصرية، روى الطبيب الراحل الواقعة، وقال باكيا حين تذكرها إنه تم تعيينه في إحدى الوحدات الصحية بمنطقة فقيرة، وذهب لعلاج طفل صغير مريض بالسكري يبكي من الألم ويقول لوالدته أعطني حقنة الإنسولين، فردت أم الطفل قائلة إنها لو اشترت حقنة الإنسولين فلن تستطيع شراء الطعام لباقي إخوته، ليسارع بعدها الطفل ويصعد إلى سطح المنزل ويشعل النار في نفسه، وحاول الطبيب الراحل إنقاذه فلم يتمكن وقال الطفل آخر كلماته موجها حديثه لأمه: فعلت ذلك من أجل توفير ثمن الإنسولين لإخوتي.
9