المصطلح الشرعي: اللغة أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم ، وهي مرتبطة بتطور المجتمع وتقدم الحضارة الإنسانية، ومن المعروف ان اللغة العربية كغيرها من اللغات، نشأت لشد حاجة المتكلمين بها، وكانت من أول أمرها مقتصرة على الألفاظ الوصفية التي عبرت عن واقع العربي وبيئته التي كان يعيش فيها، ثم تطورت بتطوره خلال القرون، فاللغة العربية من أوسع اللغات ثروة، وهذا ما بينه العلماء وبخاصة ابن فارس اذ يقول: لو احتجنا إلى إن نعبر عن السيف وأوصافه باللغة الفارسية، لما أمكننا ذلك إلا باسم واحد، ونحن نذكر للسيف بالعربية صفات كثيرة ؛ ولذا لم يكن لأحد من أبنائها مهما اتسع علمه وآفاقه ان يستوعب حدودها ودقائقها، وان يلمّ بأوضاعها وغرائبها، واستحقت بذلك ان تكون لغة القران | وقـال تعالى: }لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ { |
---|---|
وقيل هو الثقة بجود الربِّ تعالى" | الخ ، وهو الميدان الرئيس الذي ستقوم عليه هذه الدراسة إن شاء الله تعالى |
فإذا تم تحريف كلمة العبادة عن المعاني التي وضعت لها، لاشك أن المرء لن يستطيع أن يحققها في حياته نظرا لجهله بها، ولأمكن وقوعه في الشرك الصريح دون أن يشعر.
9وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : "العبادات توقيفية ، لا يجوز الإقدام على شيء منها في زمان أو مكان أو نوعية العبادة إلا بتوقيف وأمر من الشارع ، أما من أحدث شيئًا لم يأمر به الشارع من العبادات أو مكانها أو زمانها أو صفتها فهي بدعة" انتهى | وعليه يجب أن يكون مفهوم العبادة شامل ومعناها واسع، ولا يقتصر على بعض الطاعات والأفعال والفرائض، فكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة إذا صحت النية وأحبها الله وارتضاها فهي عبادة، فحركاتك وسكناتك وتعاملاتك إذا أحسنت النية فيها فهي عبادة، وكذلك أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر، بل تبسمك في وجه أخيك، وإماطة الأذى عن الطريق، والحياء عبادة، وصلة الأرحام وبر الوالدين، وحسن العشرة والأخوة في الله، والصدق في الحديث والتسامح مع الآخرين والصفح عنهم، وحسن الخلق وتجنب مواطن الشبهة والريبة، إلى غير ذلك من التعاملات والسلوكيات والعلاقات الاجتماعية |
---|---|
معنى العبادة في القرآن في القرآن تأخذ كلمة العبادة نفس معانيها في اللسان، أي الطاعة والخضوع والتذلل، وإليك تفصيل ذلك | ويتمثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لم يكن بك غضبٌ عليّ فلا أبالي" |
وأخبر عن الصحابة المهاجرين الذين فرُّوا بدِينهم وتركوا أموالهم وأولادهم وأوطانهم وما عملوه في الإسلام والدافع لذلك، فقال تعالى: }إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {.
22